اليأس و الإحباط

اليأس و الإحباط

فيه فرق شاسع قوي بين العواطف و المشاعر، العواطف قلنا أنها الشئ الثابت و المتزن زي عاطفة الأمومة ، المشاعر هي اللي بتكون مش مستقرة، زي مشاعر الغضب

استغربت كتير و أنا بفكر ، ليه كانت وصية الرسول صلوات الله عليه و سلامه لأحد الرجال، هي "لا تغضب"، الكل بيتكلم من منظور و رؤية أن الغضب بيكون محرك النار اللي بتحرق كل شئ ، أن الغضب ممكن يكون مؤثر علي قرارتنا، و ساعتها الخساير هتكون فادحة

و بعض المفسرين قالوا ، لأن الغضب من الشيطان ، محدش يقدر ينكر أن الأصل في الحياة هي الرؤية المختلفة لنفس الشئ ،   عشان الابتلاء هيكون في التواصل ، و كيفية التعامل مع النفس و الأخر، غالبا بنحاول جاهدين في فهم الأخر، و بنترك نفسنا بدون أي استفهام حوالينا تصرفاتنا ؟، و ليه عملنا كده ؟ ، و ليه عايشين دور الضحية أو دور الشخص القوي

دايما كلمات الرسول من وجهة نظري بتحمل معاني كتير جدا و بتحمل رؤي متعددة ، و دي عشان الاعجاز ، و الإيجاز ، و توصيل الأمر، و عشان كل عصر هينظر للكلمات دي بشكل مختلف طبقا لمتطلبات العصر اللي هو فيه ، و طبقا لما توصل له هذا العصر من جديد في العلم

الحقيقة أن الرسول كان بيقول للرجل بمفهوم عصرنا الحالي سيطر علي مشاعرك ، و علي رأسهم المحرك الأكبر و هو الغضب، سيطر علي مشاعرك ، الناجح ليس الذي يمتلك ذكاءا اكبر ، و لا سلطة أوسع ، و لكنه هو من يتحكم في مشاعره ، و لذلك جاءا الحديث الثاني حديث القوي و تعريف من هو القوي ، هو الذي يملك نفسه عند الغضب ، برده توجيه جديد بالتحكم في المشاعر ، لأن مهم جدا نوصله

اليأس و الأحباط مشاعر أيضا تسيطر علينا عندما نشعر أن كل شئ خرج عن حدود السيطرة ، الحروب و الجوع و الفقر و الأخطاء تملأ المكان و لا نستطيع التحكم فيها ، و الفوضى تعم الكون بأكمله ، و هنا يأتي النقطة المفترض أن نعلمها

ليس مطلوب منك التحكم في العالم أو تغييره ، أنت مطلوب منك فقط أن تغيير و تتحكم في نفسك من جهة الفعل و رد الفعل فقط لا غير

و اليأس و الأحباط مشاعر تسيطر علي أي شخص، فيلجأ للتسويف و يلجأ ل اللوم علي الأخرين و تحميل من حوله ما عدا هو أنهم سبب فشله الذريع ، و لكنه لو توقف لدقائق بسيطة هيعرف أنه مطلوب منه التحكم في نفسه و جعل نفسه نسخة أفضل مما هو عليه الآن

لذلك راجع مشاعرك بأستمرار و اعملها 

update

زي ما بتعمل لموبيلك و هدومك و أكلك و كل شئ، المشاعر و الأفكار مهم جدا تعملها التحديث المستمر ، حتي في علاقاتك مع الناس ، أتعلم أن الزمن الجاي هو زمن الشخص اللي هيقدر يسيطر علي مشاعره و يقدر يضع امره في النصب الصحيح ، و كل قراراته هتكون مدروسة بشكل صحيح بعيد عن الانفعالات المؤذية للقرارات، أو يموت علي الطريق الصحيح ، 

اليأس و الأحباط بيسطر علينا ،خلي بالك من الوصية و سيطر علي مشاعرك قبل أي شئ

Shaymaa Al-okaily