أنا جاية من المستقبل و بقولكم عن
الفشل
الناس كلها بتخاف من الفشل ، و عشان نكون اكثر دقة ، غالب الناس بتخاف من الفشل ، لأن الفشل مربوط بأمور تانية مختلفة ، زي أننا عايزين نظهر بشكل كامل ، و أن الاراء بتاعتنا صائبة ، و أننا مميزين جدا ، و نكون حد محصلش أبدا، و مفهوم الناس عن الفشل، هو أن رأيك غلط ، و لم تحصل علي ما تريد أو تحقق ما تريد، اذن أنت فاشل
فكرتنا عن الفشل مرتبطة كمان بفكرة سعينا الدؤوب ناحية الكمال ، و أننا نكون آلهة في الأرض أو علي الأقل أنصاف آلهة
بتبص ليه باستغراب؟؟ ، أيوة هي دي النقطة اللي جوا كل واحد فينا ، أننا عايزين نوصل حد الكمال و نكون من الألهة أو أنصاف الألهة ، و الدليل؟؟
الدليل أن افلام سوبر مان ، وباتمان ، و السحر ، وقوة الخير، و قوة الشر، لها الحشد الأول في المتابعة في كل مكان علي التليفزيون و غيرها من وسائل المتابعة ، الدجالين و العرافيين هم من الناس المهمة ، لأنهم يعلموا اللي احنا منعرفوش ، دي بتفكيرنا و تفكيرهم ، دايما بتسعي عشان تصلح الكون في البداية ، و تكون نصف آله ، زي ما كانت فكرة الفراعين زمان ، و ازاي هناك دم ملكي ، و دم من الناس العادية ، و أن فيه آله يحكم هذا الأرض
ليه الربط بين الفشل ، و بين فكرتنا أننا نحاول نكون آلهة ، لأن الفشل و أن رأيك مش صح ، هتنزلك من نظر نفسك و بالتباعية هتنزلك من نظر الناس، و أنت عايز تحافظ علي دي ، ازاي اكون فاشل؟؟ ، أو هتخليك تحكم علي الناس عشان تحس أنك مميز عنهم ، الحقيقة أني معرفش مين ربط كلمة الفشل بالأفراد، و حط ليها تعريفات غريبة جدا
مما أعجبني للشيخ سلمان العودة ، توضيح أن كلمة فشل في غالب القرآن كانت في موضعين ، و غالبا ما ارتبطت مع الجماعة
وفي قوله تعالى: (( وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))[الأنفال:46].
التنازع و التناحر سبب ، و أنك تنكث الوعود و توقف محاولات الأصلاح سبب تاني للفشل ، يبقي غالبا الجماعة كلها من الممكن ان تعاني من الفشل لو تنازعت ، و التنازع هنا لا يعني أنها طول الوقت متفقة ، لكن يعني أنها من الممكن ان تختلف بشكل كبير ، لكن يحترم كل منهم اختلاف الأخر و يسانده ، يبحث عن مناطق الأتفاق أكتر من البحث عن مناطق الأختلاف للتعايش، و النقطة التانية هي وعود و محاولات الأصلاح و الألتزام بها ، يعني نقدر نقول السير علي طريق الله ، المحاولات المستمرة لإرضاء الله ، و أصلاح أنفسنا و أنشغالنا بأنفسنا و أصلاحها عن انشغالنا بالغير
بالمناسبة بحثت عن كلمة فشل في الأحاديث النبوية و لم أجد
لو قلنا أن الفشل بالمعني اللي الناس بتقول عنه ، أن الشخص ينجح في الحصول علي اللي هو عايزه ، و كمان يكون رأيه صائب ، و لو لم يحصل عليه يبقي فشل ، و لو كان رأيه خطأ يبقي فاشل
مثلاً موسى لما ذهب إلى النار: (( قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ))[القصص:29].
لكن سيدنا موسي لما ذهب لم يجد النار، و لم يحصل علي مراده، هل معني كده أنه فشل، طبع لأ ، بل حصل علي ما هو أعظم من مراده
الرسول صلي الله عليه و سلم ، لما ذهب للطائف ، إذا سلمنا بقول الناس عن الفشل و فهمهم الذي يحاولوا بكل الطرق أن يثبتوه و يزرعوه بداخلنا، أنه الحصول علي ما تريد و يكون وفق هواك ، و يكون رأيك صائب ، لن ينطبق علي رحلة الرسول صلوات الله عليه ، و لكن الأمر أعظم من ذلك ، الأمر فيه قوة المحاولة و الأستمرار لأصلاح النفس و وعظ الغير، حتي لو لم تحصل علي ما كنت ترجو من النتائج، و الدليل أن الرسول في البداية نظر لنفسه ، و رغم أنها كانت ساعة من التعب الشديد و لكنه أمسك غضب نفسه ، رغم أن الله أرسل اليه ملك الجبال ليطبق الأخشبين علي من آذي الرسول ، و لكن الرسول دعي لهم و قال عسي الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله، و الحمد لله قد اصابت دعوته حتي يومنا هذا،
أنتم أيه تعريفكم عن الفشل؟؟
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
Shaymaa Al-okaily
No comments:
Post a Comment