أذن مهما كنا في
النهاية بعد موتنا هنكون خبر، أو أخبار يتناقلها الناس، أو يتناقلها بعض الناس.
يبقي هنرجع تاني لنفس النقطة أيه لازمتها أعمل و اسيب أثر بدام مش هيكون حاجة
جامدة و محصلتش، أو ممكن الناس ميوصلهاش أثري؟؟
في الأول أنت جزء
من لوحة فوسيفساء زي اللي موجودة في الصورة دي، وارد تكون أنت النقطة البني
الصغيرة جدا في اللوحة، بدون وجودك جمال اللوحة لن يكتمل، صح كده؟؟!!، طيب لو
كبرنا الجزء اللي أنت موجود فيه، هتلاقي عملك و وجودك بيغطي مساحة مهمة جدا من
اللوحة.
أذن مهما كان
أثرك، مهما كانت أسطورتك، مهما كان وجودك، لازم تفهم أن عملك دايما بيوصل لبعض
الناس مش كلهم، أثرك بيكون موجود لمجموعة الناس من حولك زي البؤرة المضيئة كده.
أنت مهم فى مجال الرؤية اللى تقدر توصله
النجوم، بتلاقي السماء مليانة نجوم كتير، لو ركزت مع نجمة واحدة
هتلاقي ضوءها بيصل لمن حولها فقط، لكنها لا تنير السماء لوحدها مطلقا، مهما كانت
قوة الأضاءه بتاعتها. النجوم الصغيرة رغم ضوئهم الخافت الإ أنهم بيساعدوا النجوم
الكبير عشان السماء تفضل منورة.
الرسول
صلي الله
عليه وسلم ، و هو من هو في الأنبياء و العالمين، أزح الغمة عن أمم كثيرة
بنشر الدين،
ناس كتير آمنت و أسلمت، حمل الرسالة من بعده الصحابة ، و غيرهم من
المسلمين، هل يستطيع أن ينكر أحد فضل الرسول و قوته و عظم رسالته؟؟!!
في الحديث الشريف ،
وضح الرسول الكريم عمله الجليل، أضافة ( و ليس مقارنة) لعمل الأنبياء السابقين له،
و وضح الأمر بشكل رائع كما يلي:
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ
قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ ، إِلا مَوْضِعَ
لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ
وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ : هَلا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ ؟ قَالَ :
فَأَنَا اللَّبِنَةُ ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " .
فشبه الرسول نفسه ،
و عمله باللبنة في البيت الجميل (اللبنة هي الطوبة ، التي يتم استخدامها لإستكمال
البناء)، و هذا يدل علي أنه مهما كان عملك ، و أضافته للأخرين في مجالك ، و أضافتك
للعالم بأكمله هيكون في حجم اللبنة، و يمكن أن يكون عبارة عن بعض الرمال، أو
الأسمنت، أو الماء الذي يتم أضافته للصب ، أو يمكن أن يكون بعض الزيوت التي تتدهن
بها البيت كتبيض له و تجميل ، حتي لو كان عملك هو عبارة عن مونة أسمنتية بسيطة ، لا
تترد ، و ضعه مباشرة لعله يمسك لبنة قوية و جميلة تفرق في حياة البشر.
الرسول
صلى الله عليه و سلم يعلمنا درس مهم جدا، و هو أن عليك العمل و السعى و
قبل ذلك و بعده و فى منتصفه و فى كل لحظة التوكل على الله.
كل
من سمعنا عنهم من شخصيات لم تشغل بالها بكيف ترسم الأسطورة ، لم تشغل
بالها بكيف تترك الأثر واضح ، و لكنها أهتمت فقط بكيف تتقن عملها و كيف
تتوكل على ربها
سيدتنا
نسيبة بنت كعب لما دافعت عن الرسول فى غزوة أحد، لما تكون تفعل ذلك ليكتب
عنها فى الكتب ، و لم تكون تتعلم مسك السيف و لا حمل الدرع حتى يكتب عنها
ذلك ، لكنها فعلت هذا لأنها تحب هذا ، فعلت هذا لأنها أختار مركزية محددة
تعمل من خلالها
كذلك الحال لكل الصحابة الذين علمنا أسمائهم أو لم نعلم ، كلهم عملوا لأنهم أحبوا هذا و لأنهم علموا تحت مركزية محددة
و للمركزية حديث آخر
و للحديث بقية
Shaymaa Al-Okaily
No comments:
Post a Comment